لا
لا أنتِ ولا أنا .. شاءتْ الأقدارُ
من بحرٍ لبحرٍ أنا الشاعرُ
لا أنتِ أنا .. ولا الأيامُ قفارُ
فَشيَِمُ الكرامِ أنا فيها غامرُ
أنوءُ عن الوضائعِ وبالقلبِ قلبٌ
للروضِ زهرٌ و للوفاءِ ناصرُ
أغوصُ في الفضائلِ ولديّ سربٌ
من الأخلاقِ و مثلُكِ عني خابرُ
ترتابُ عيناكِ في أشواقِ صبابتي
ويدورُ في صمتكِ سؤالٌ حائرُ
وأًخفي في الفؤادِ نارَ إجابتي
و يَضرُمُني في المآقي جمرٌ ثائرُ
لو يصدقُ الواشي عن شوقي إنما
طبعُ الوشاةِ يا سلوانَ ضائرُ
أنا من صاغَ للحبِ ترانيمَ الهوى
وعلى صونِ العهودِ قلبي ساهرُ
أَسديتُ من أجلكِ أسرارَ قافيتي
وعادني من عينيكِ خنجرٌ جاسرُ
ولكني برغمِ الريبِ منكِ: ساهمتي
إيماني بشمسِ الحقيقةِ جاهرُ
رُبَ شكٍ بعدَ الغيِومِ قد بدا
سراباً . وكمْ من وهمٍ يسافرُ
و يبقى فؤادى في محَرقِ الردى
من الريبِ صدى و الجرحُ غائرُ
لا تسألي عن وجدٍ أليمٍ غدا
بأفراحِ الليالي وفؤادي حاسرُ
دَعي أحاديثَ الجراحِ على المدى
فالعتابُ لو يجدي لكنتُ أبادرُ
أنا إذا شِئتُ عن نفسي أذودُ
ولكني أبيتُ ومَن مثلي يصابرُ
و لستُ أسلو ما ظلَّ منَّا و كانَ
أنا الماضي وحبُ الماضي ماطرُ
كيف أسلوكِ مهما طويتُ الزمانَ
و السلوانُ بين العاشقينَ كبائرُ
لا تكوني مثل الدنيا عليّ تدورُ
و أنا بين حاضرٍ و ماضٍ حائرُ
وقفَ الحرفُ وعزَّ بي التعبيرُ
و القنوتُ يجذُبني و هو مِني ظافرُ
لقدْ هاجَ بجدولنِا جنونُ الرياحِ
جنونُ الشكِ و موجُ البحرِ هادرُ
كيفَ يصدحُ طائرٌ مُدمَى الجناحِ
لا تُغَنِّي الزهورُ و يبكي الطائرُ
لا يَسأَلُ الرامي عن ألمِ جريحهِ
عن لهفةِ المستجيرِ و هو يغادرُ
لا يسألُ هاجٍ عن نظمِ مديحِهِ
لقد مضى الليلُ وما زالَ الساهرُ
..................................
..................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
0 التعليقات:
إرسال تعليق