و تذكري
وتَذكِّري.. أنني مازلتُ ..أنا المِدرارُ
ومن أجلِكِ تدُورُ القوافي و تُدار
فأعيدي لي سِيرةَ الليالي التي
ماغابتْ فيها عن هَوانا أقمارُ
و أعيدي لي سلوانَ في طلْعِ بسمتِها
ونظرةً تَنسابُ من صَفوِها الأسرارُ
ودمعةً على ذكراي إنْ كُنتُ ذا ذكرى
وليلةً قَضَيناها كما قَضى السُمَّارُ
****
وتَذكِّري.. أنني مازلتُ أنا.. كما أنا
أنا الشاعرُ و أنتِ غِنوةٌ وقيِثارُ
جِئتُكِ والأشواقُ لا تزالُ تحملُني
وتُغني قافيتي من حُسنِكِ الأطيارُ
وأنّكِ التي ذاقتْ رحيقَ فرائدي
وانتشى العبيرَ من عَبقِها العُطّارُ
ولكمْ شكتْ النجومُ حنينَ قصائدي
حتى النجومُ من حنيني إليكِ تُغارُ
وتَذكِّري..يا مُدللةَ القوافي.. غِنوةً
كنَّا سمعناها و نبضُ القلبِ أشعارُ
و أنه إذا نأتْ عن اللقاءِ خُطوتي
يُعانقُ الليلَ من سُهدهِ نهارُ
و إذا دَنَتْ بعدَ النوى عني لُقيةٌ
قلتِ : البعدُ نارٌ واللقاءُ نارُ
وتُحرقُ لوعةَ البعادِ عني نظرةٌ
فللهِ درُّكِ و ما شاءتْ الأقدارُ !
****
وتَذكِّري سلوانا .. أو بسلوانَ تَرفقي
ففي راحتيَ الأمانُ وفي القلبِ أوتارُ
كُنتِ إذا رأيتِ في عيني شِكوةً
تَبكي عيناكِ ثمَّ تتبدلُ الأدوارُ
وإنْ طاولَني صرفُ الزمانِ في الجوى
فإنّ عينيكِ لصرفِ الزمانِ سِتارُ
فلا تَسْلي يا سلوانُ ما كانَ بيننا
فليسَ لكعبةِ الحبِ بعدَنا زُوّارُ
وتَذكِّري.. أنني مازلتُ أنا.. كما أنا
رغمَ الصدِّ شاعرُ السلوانِ مغوارُ
فاروي حدائقَ الشعرِ عني إنما
إليكِ دمائي إنْ جَفّتْ لديكِ أنهارُ
لو غنى في الهوى(قيسٌ)أو جُنَّ (بشّارُ)
أو استنارَ الشعراءُ بدمعي و أناروا*
فلن يُكتَبَ في هواكِ مِثْلُ قافيتي
فلولاكِ لا شعراً.. و لا حرفاً يُثَارُ
****
وتَذكِّري.. أنكِ من نزعَ قيدَ الهوى
و أنَّ ما عادَ بيديكِ إلا السِوارُ
و أن القرارَ بسبقِ الإصرارِ عشيةً
أنْ تؤدي الهوى فأمرُ الفِراقِ قَرارُ
وتَذكِّري أنكِ من باعَ هوانا
و أحرقَ الأيكَ و ذَبُلَتْ مِنكِ أزهارُ
ليتكِ ما أضعتِ الأماني في جهلٍ
لقدْ أغرقَ الشراعَ من جهلِهِ بَحَّارُ
• الشاعران : قيس بن الملوح و بشار بن برد
وتَذكِّري كمْ كنتِ في السديمِ الندي
و جميعُ قصائدي لكِ عباءةٌ و خِمارُ
ثم أذرفتِ بهجركِ دمعي السخي
و في جفونِ الوجدِ الترحُ والأكدارُ
وكنتِ في صدودٍ على الأشواقِ حينما
كُنتُ أصبو و في فؤاديَ النارُ
(لا فُضَ فوكِ) و أنتِ الحكمةُ كلُها
فكيفَ أغراكِ بعضُ التِبرِ و الدارُ
*****
وتَذكِّري.. أنني مازلتُ أنا.. كما أنا
أحيا على الذكرى ولو نأتْ بي الأسفارُ
فلا تجعلي بابَ ذكرياتي مُوصداً
فكما الهوى قدرٌ فالذكرياتُ أقدارُ
وتَذكِّري أني جعلتُكِ في السديمِ الندي
و جميعُ قصائدي لكِ عباءةٌ و خِمارُ
و أنكِ أذرفتِ بهجركِ دمعي السخي
و في جفونِ الوجدِ الترحُ و الأكدارُ
.......................................
.......................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/09/15/237477.html
0 التعليقات:
إرسال تعليق