Rainbow Text Generator - http://www.myrainbowtext.com

الاثنين، 25 يوليو 2011

محكمة


محكمة

الوقائع:

حاولتُ اغتيالَ الهوى وما ماتْ

وما زادَ الهوى إلا صلدةً وثباتْ

إجرامي شروعٌ في قتلِ الهوى

و أَحالوكَ يا قلبي لمحكمةِ الجناياتْ

و تَلى الإدعاءُ محضري في الجوى

و أنا ساكنٌ لا حولَ لي ولا كلماتْ

و كأني في الإجرامِ عتيٌ جذوةً

وسابقُ الإتهامِ في قانونِ العقوباتْ

ثم طالبَ العشاقُ بعدَ سماعِها

تطبيقَ أقصى أحكامِ الجزاءاتْ

القاضي:

أيها الصامتُ خلفَ قضبانِ الهوى

مَن سيتولى عنكَ المرافعاتْ

إذا كنتَ تجهلُ الحرفَ فصاحةً

أتينا بمدافعٍ يُحسنُ الكلماتْ

ولكَ بعدَ الحكمِ إنْ شئتَ ردةً

استئنافٌ ونقضٌ و التماسُ رحماتْ

المتهم:

أنا من علا القانونَ جوادُهُ

و لدي ما أذودُ به من بيناتْ

و تشهدُ أروقةُ المحاكمِ أنني

طلقٌ  بليغٌ  لا تحدُّني كبواتْ

إذا كنتُ في الهوى لديكمْ مذنباً

قتلتُ الهوى في مهدهِ و الصباباتْ

فمَن قالَ أنّ الجاني يقتلُ روحَهُ

من الذي قتلَ؟ ومَن هذا الذي ماتْ؟

القاضي:

إذاً تزعمُ أنَّكَ للقانونِ أهلٌ

ولكَ في القانونِ مِن الباعِ مسافاتْ

فادفعْ بنفسِكَ اليومَ مظلمةً

لوكنتَ تأملُ أنْ تنالَ البراءاتْ

و أتِ لنا بما يشفعُ مِن نورٍ

علّنا في هداهُ نفتحُ الجلساتْ

و إلا سنحكمُ بما سنراهُ عدلاً

و ستقبعُ في طي السجونِ سنواتْ

المتهم:

بسمِ اللهِ أبدأُ  ثمَُ إليهِ أنيبْ

أنا لستُ قاتلاً و لا الهوى قدْ ماتْ

أنا القتيلُ بلا ريبٍ ولا تقريبْ

و الدفاعُ يكفلُ ما دونهِ بثباتْ

لقدْ كُنتُ في حناياها غضاً ربيبْ

فكيف للغضِ أنْ يسعَى إلى نَكَبَاتْ

سلوا اليومَ ما كنتُ أحسبهُ حبيبْ

من الذي قتلَ؟ ومَن هذا الذي ماتْ؟

النيابة:

عَجِبْنا لهذا الدفاعَ لم ندركْ نواصيهْ

يأتي بحلوِ اللسانِ و في القلبِ أنَّاتْ

يبدأُ المرافعاتِ وفي حُسنٍ قوافيهْ

متأوهاً مُتدافقاً و البيانُ نسماتْ

وإني لأبكي من دموعٍ ستبكيهْ

أراها كالبريقِ في ثنى الحدقاتْ

و القلبُ يخفقُ في دروبٍ مآسيهْ

دعُوهُ يمضي في دفاعهِ عن الذاتْ

المتهم:

أشكرُ للنيابةِ حقَ العدلِ والنظرْ

كمْ لها في ساحةِ القضاءِ غزواتْ

ألتمسُ الشهودَ ممن سمعوا الخبرْ

و تأتي سلوانُ لقفصِ الإتهاماتْ

و سيبدو الذي أوفى و الذي غَدَرْ

ومن خطّ على عهدِ الهوى لوعاتْ

فأنا في الدفاعِ لا يُقضى لي وطَرْ

ولسوفَ أمضي في المرافعاتِ ساعاتْ

القاضي:

أذكرْ الشهودَ يا مَن أشعلتَ جناحي

ولكَ ما شئتَ من إعصارِ العباراتْ

يا فارسَ الكلماتِ بلا حدودٍ لأتراحي

يا فارسَ القانونِ بلا حدودٍ لجولاتْ

غنِّ ما شِئتَ إذا ما أردتَ إصداحي

و لينصتِ الحضورُ  و لا أريدُ أصواتْ

والعذرَ العذرَ إذا أبديتُ إفصاحي

فلديهِ من البيانِ و نشوةِ الكلماتْ

المتهم:

فلتحضروا القرطاسَ والدماءُ مدادُها

واحضروا الدموعَ التي سَكَبَتْ قافياتْ

ثم أَحضروا (سلوانَ ) ما أشدَ لوعَها

و احضروا ما أهديتُ لها من أغنياتْ

أَحضروا بيتينِ قدْ كَتَبَتْ بشدوِها

أَحضروا الأيامَ التي ذهبتْ بنظراتْ

وكلَ آهاتٍ بالفؤادِ من غدرِها

و كلَ حُلمٍ و كلُ درب ٍو شرفاتْ

سلوان:

ما أعجبَ القضاءَ يتأسى بالدموعْ

فليسَ بالدموعِ تُدارُ المحاكماتْ

المتهمُ أضحى كبريقِ الشموعْ

ومن حَوليَ سَوف تدورُ الإتهاماتْ

أحضروا كلَ ذكرى بيننا و الربوعْ

والأمالَ العِذابَ و الليلاتِ الجميلاتْ

أحضرواالاحزانَ التي باتتْ في الضلوعْ

إذا ما أردتمُ الأحكامَ بلا هفواتْ

القاضي :

سَنُلبي ما ذكرتِ من دفوعْ

و لن يجنحَ الحقُ منا.. هيهاتْ

و لكِ إن شئتِ في الحكمِ رجوعْ

و الحذرُ الحذرُ أنْ تأتي بذلاتْ

سلوان:

أتاني الشاعرُ و في عينيهِ بريقْ

(وفي راحتيهِ الأمانُ) و بالقلبِ لوعاتْ

وصرتُ في الهوى و في عَينيهِ غريقْ

ورأيتُ النيرانَ في هواهُ جنّاتْ

وضاعَ مني الدربُ فلمْ أدرِ لي طريقْ

كما زادَ الفؤادُ في أعدادِهِ دقاتْ

وصارَ خيالُهُ في اختيالي رفيقْ

و أهيمُ لوعاً ولو بيننا خطواتْ

أباتُ ليلي وفِراشي كالحريقْ

لو غابَ يوماً و في لُقياهُ نسماتْ

و إذا ما تغّنى أثملُ لا أفيقْ

فلا أعرفُ أمسي عن ما هو آتْ

وحروفهُ الغضّاءُ كأنفاسِ الرحيقْ

و صمتُهُ الغنّاءُ في اللحنِ نغماتْ

و بنينا عهداً من الشعرِ رقيقْ

بعدَهُ لاشعراً يُقالُ أو مفرداتْ

ثُمَ أَودى بالحلمِ في حَمقٍ سحيقْ

وقدْ باتَ بالقلبِ من فعلِهِ حسراتْ

أخبروني في ساحةِ العدلِ العتيقْ

من الذي قتلَ؟ ومَن هذا الذي ماتْ؟

النيابة:

روائعُ المعاني من (سلوان) تتدفقْ

و يحيدُ الاتهامُ عن جِيدِها نوباتْ

لكنَّ القضاءَ في الأحكامِ  يترفقْ

و الشهودُ في تسبيبِ الحكمِ إثباتْ

يا نسيماً أتي من ثغرِها يترحقْ

وشذا الكلماتِ من الأحزانِ عاتْ

كلاكما فيهِ السحرُ يترقرقْ

فماذا تقولُ في قولِها ؟. الأنَ هاتْ

المتهم:

كنتِ (سلوانَ) والآنَ مَن تكوني؟

والفؤادُ حينَ تقولينَ في سُباتْ

كنَّا إذا التقينا تذوبُ شجوني

و تذوبُ روحانا و الذاتُ في الذاتْ

و تقرئين في صمتِ الكلامِ عيوني

و نلتقي والقمرُ لو تُبعِدُنا المسافاتْ

ولم تر عَيناكِ في دنيا الهوى دُوني

ولم أرَ على غيرِ شَفتيكِ مِن بسْماتْ

يا لكِ من طلعٍ نديٍ فوقَ غصوني

لن يَذبُلَ أبداً ولو قَتلتِ الذكرياتْ

و تذكرينَ حينَ تنأينَ جنوني

و كمْ طويتُ من أجلِ رؤياكِ عثراتْ

ساهمةٌ أنتِ قاطنةٌ في قرِ جُفوني

و بارقةٌ دوماً في غَياهبِ الظلماتْ

من أجلكِ أنتِ قدْ نسجتُ كفوني

و انتشيتِ في مراتعَ الجثمانِ نفحاتْ

ما كانَ الخطابُ من حروفي وفُنوني

فالدماءُ مدادٌ والأوراقُ الرفاتْ

فاحكموا ولن يُسَاءَ في الحكمِ ظنوني

من الذي قتلَ؟ ومَن هذا الذي ماتْ؟

القاضي:

لا تبُنى أحكامٌ على غيرِ ذاكَ اليقينْ

و للعدلِ نسمو وفيهِ من الحقِ آياتْ

ولن يأخذَنا في الجاني قطُ حنينْ

فأتوا بالشهودِ و احضروا لنا بيناتْ

عسى إذا ما قالوا الحقُ يستبينْ

فلنبدأُ في سماعِ الشهودِ بالأغنياتْ

الشاهد الأول:

{أيوة تعبني هواك وياك}

أهداني الشاعرُ وفي فؤادهِ أنّاتْ

و لم تدركْ سلوانُ ما كانَ من معنى

وكانَ من شوقٍ وكانَ من نفحاتْ

ياحسرةً على الماضي الذي عليّ تجنّى

وفي اللحنِ آهٍ وفي الحروفِ جمراتْ

فيالها من قلبٍ جسورٍ أو كأنَّ

وقد ضاعَ من يديها حنينُ الذكرياتْ

الشاهد الثاني:

{كل ده كان ليه لما شفت عينيه

حن القلب إليه }قالتَها بآهاتْ

ولم يدركْ الشاعرُ ما كانَ في النغمْ

وما كانَ من لوعٍ وكانَ من نسماتْ

الآنَ كيفَ تغني وما فيكَ من ندمْ ؟

كيفَ تَسمعُني بعدَ ما فاتَ من سنواتْ؟

لم يكنْ صوتُ لحنٍ إنما صوتُ الألمْ

يا من أضعتَ بيديكَ حنينَ الذكرياتْ

الشاهد الثالث:

{إسأل دموع عينية كم دمعة

رايحة جاية}. يا من تحصيَ الدمعاتْ

لو تذكرني حينَ تغنيتُ في ليلةٍ

في دارِ سلوانَ بكمْ ألف ٍمنْ الليلاتْ

رقص القلبانُ على الإيقاعِ في فرحةٍ

أمْ كنتما مع{لعبةَ الأيامِ}في سكراتْ

فبأي إثمٍ تأتي (سلوانَ) بهيجةٍ

يا من أضعتَ بيديكَ حنينَ الذكرياتْ

الشاهد الرابع:

أنا الحرفُ الذي رسمتني أناملُها

برسمِ النجومِ و في السماءِ صفحاتْ

الحرفانُ في حرفٍ من رُبا خواطرِها

فانظرْ إنْ أردتَ رؤياهُ للثرياتْ

فكم من روضاتٍ نَسَجْتْ سرائرُها

وكمْ صاغتْ في الأوهامِ من أمنياتْ              

س فبأي إثمٍ  تجحدُ الآنَ مآثرَها؟

يا من أضعتَ بيديكَ حنينَ الذكرياتْ

سلوان:

لم يزلْ خطابٌ في الشهودِ كانَ مني

وحرفٌ لجيٌ أهداهُ في صبواتْ

و بعضُ أبياتٍ أنشدتُها أو كأني

و دبابيسُ حجابٍ و النيلُ و الشرفاتْ

فلتحكموا بدفوعي  و إلا  فإني

سأنقضُ الحكمَ وما فيهِ من ثغراتْ

المتهم:

كلُ الشهودِ إلى سلوانَ دُوني

فْلندَعِ الشهودَ و لتسألوا المقلاتْ

لقدْ كنتِ سلوانَ و الآنَ مَن تكوني

من الذي قتلَ؟ ومَن هذا الذي ماتْ؟

إذا هانتْ الدنيا لديا لن تهوني

وكلُ ضوءٍ دونَ عينيكِ ظلماتْ

الحكم :

بعدَ نظرِ الدفوعِ والدعوى و ما فيها

و بعد ما تجلى الرأيُ وبعدَ المداولاتْ

يا لها من قضيةٍ و ما أحزنَ روابيها

و على رسلِنا قررنا ما هو آتْ

ينالُ البراءةَ في أصدقِ معانيها

فالهوى لم يزلْ في القلبِ ما ماتْ

و لتكنْ سلوانُ على مجرياتِ واديها

إنْ كانَ الهوى باقٍ أو أنهُ قد ماتْ

أنا من علا القانونَ جوادُه

و لدي ما أذودُ به من بيناتْ

و تشهدُ أروقةُ المحاكمِ أنني

طلقٌ  بليغٌ  لا تحدُني كبواتْ

إذا كنتُ في الهوى لديكمْ مذنباً

قتلتُ الهوى في مهدهِ و الصباباتْ

فمَن قالَ أن الجاني يقتلُ روحَهُ

من الذي قتلَ؟ ومَن هذا الذي ماتْ؟
.............................................................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

0 التعليقات:

إرسال تعليق