مـرايـا
يَزعـمُ النـاسُ كلُ الناسِ أنـي
الفتى الغنَّـاءَ وفي الأشعــارِ فنَّي
وتلذعُني المرايـا حينَ أكـذُبهـا
فأنا المأســاةُ تعســاءُ أو كأني
وأنـا الشـاعرُ الغنَّـاءُ يحـرقُني
البكـاءُ وظنُ النـاسِ أني أغـني
فعلامَ أسعـدُ والأحزانَ أجمعُهـا
ليت المرايـا تحكـي للنـاسِ عني
أمدُ يدَ الكـرامِ في غيـرِ محفلِهـا
ولم أجـنِ ما زرعتُ بحسـنِ ظـني
طرفُهـا النـاعسُ ما زلتْ أحسُبهُ
إذا ما طلبـتُ على عَجَـلٍ يجئـني
مضى عمـري في الأوهامِ أكملـهُ
ولم أزلْ للقـلـبِ في هواهـا أمنَّي
أيُّ إسعـادٌ والقصَّـابُ يحصـدُنا
و دمُ الرقـابِ يـنزفُ البحـارَ مني
رجاءُ القـدسِ في السماءِ يندُبنا
و ثـرى (القدسِ) بالأرضِ هـَجَـَوْني
تجَلَىَ الخلـودُ في النفـورِ ملجـأَهُ
كتجلي ثغري بصمتي المستكـنِّ
نظـمُ القـوافي لم يعـدْ يجارينـا
لأنَّ الخنازيرَ صارتْ تُغـني
أسـوارُ القدسِ لم تعـدْ معالمُـها
جـدارُ الفصل لا يَهوي بالتمـني
دروبُ (غـزةَ) كمْ أرستْ مدامعَـها
وأرواحُ البـرايـا في غـيـرِ أمنِ
مقابـرُ (جنِـينَ) اليـومَ شاخصـةٌ
وهـولُ المنـايا في غلـواءِ عيـني
دمـاءُ الفـراتِ تلهبُ جذوتَهـا
بقـايا الأطـفـالِ في اقتبـالِ سنِّ
هو المشـرقُ وإنْ طالـتْ لياليـهِ
يطلُّ من جبـينِ الحـقِ كاللجيـَّنِ
الثرى المجـدولُ أخفـى برأفتـهِ
ازدراءَ المرايـا من أعـذارِ وَهْني
ابتسـامـةُ الحـزنِ أبديهـا ربما
يتركُني النـاسُ في أحـزانِ شأنـي
جحـافلُ الإسهـادِ عُنـواني أنا
و يا ويلَ المرايا إذا لم تدعْني
..................................
..................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/09/02/236533.html
0 التعليقات:
إرسال تعليق