اللقاءُ الأولْ
و التقينا في غيرِ موعدٍ ذاك اللقاءْ
أتذكرينَ أمْ لمْ يعدْ للذكرى بقاءْ؟
رَنتْ عيني لخفايا مَن تُنادمني
يا لها من حُسْنٍ و رقةٍ و فيضِ حَياءْ
النبضُ بالقلبِ بعدَ الصحراءِ رَاودَني
بعدَ أنْ طلَّتْ على جريحِ القفرِ قمراءْ
كأنّ ظمأَ السنينِ في القحلِ داعَبني
على ضِفافِ الهوى من نظرتِها ارتواءْ
*****
يا ليتَ أولَ لقاءٍ بيننا ما انتهى
فرحةٌ سارتْ في الحبِ بينَ فؤادينا
فأدركنا ما الحنينُ وما معنى الهوى
حينَ التقينا بسامرِ العُرسِ و ارتوينا
لقدْ كانَ سامرُنا لا عُرسَ الشقيقْ
لم نبالِ بالحضورِ لا عليهمْ أو علينا
مشتْ نظراتٌ و همساتٌ بنا ورحيقْ
... ولم ندركْ مَن نحنُ أو نحنُ أينَ
نظرةُ اللقاءِ كادَتْ منِّا تحترقْ
وسيلُ الخفقان ِفي قلبينا كالمطرْ
قالتْ سلوانُ: من المحالِ أنَ نفترقْ
إلا لو خالطَ الأجاجُ ماءَ النهرْ
فتعالى نرتشفُ من الوصالِ ونرتحقْ
قبل أنْ يتداعَى إلينا خريفُ العُمُرْ
شطرانِ و التقينا وإلى العشقِ نستبقْ
بعدَ أنْ سأمَ الليلُ آلامَ السهرْ
*****
لمْ يزلْ اللقاءُ يا سلوانَ بفؤادي
و لمْ تزلْ أريكتُنا تُرثي الأمنياتْ
لمْ تزلْ أحلامي و قصائدي و سُهادي
وسفرُ السنينِ بينَ ماضٍ و آتْ
يا ليتكِ مثلُ العاشقينَ ما برحوا
فساعةُ الفراقِ لو تدرينَ سنواتْ
الردى بالفؤادِ من الفِراقِ قرينُ
فكلُ البقاعِ دونَ رؤياكِ مواتْ
لو رَحلْتِ سيرحلُ عن الدنيا المطرْ
و تشتعلُ النيرانُ من شوقي الموقدِ
و إنْ بكيتِ لشعرٍ كانَ مِني ذا اثرْ
فتذكري أني شاعرُكِ أمسي و غدي
ولو رحلتِ حبيبتي عن أيكي و القمرْ
فكيفَ سترحلينَ عن عهدِكِ في يدي
ارحلي كما شِئتِ أو شاءَ القدرْ
وسوف نلتقي في ارتسام الفرقدِ
*****
وعدتَ يا ليلَ الجوى غداةَ المآبْ
العمرُ سوف يمضي و القلبُ جريحْ
كلُ شيءٍ ضاعَ كلُ شيءٍ سرابْ
لقدْ هوتْ أحلامُنا في مَهبِ الريحْ
كمْ بنينا من آمالٍ وصلينا بمحرابْ
وأضعنَا القوافي و الحرفُ طريحْ
كمْ استباحتْ من دمعي عذبَ الشرابْ
و في احتراقِ الفؤادِ يا فؤادي تستبيحْ
يا ليتَ أولَ لقاءٍ بيننا ما انتهى
فرحةٌ سارتْ في الحبِ بينَ فؤادينا
فأدركنا ما الحنينُ وما معنى الهوى
حينَ التقينا بسامرِ العُرسِ و ارتوينا
مشتْ نظراتٌ و همساتٌ بنا ورحيقْ
... ولم ندركْ مَن نحنُ أو نحنُ أينَ
.........................................
.........................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
0 التعليقات:
إرسال تعليق