ريشة وشاعر
وتقولينَ بعدما انتهيتُ من الأمسيةْ
أني الفارسُ الأعلى
فوقَ شُعراءِ الهوى
و رُوادِ الرومانسيةْ
وأنَّ ريشتَكِ الفيحاءَ
قد غاصتْ في عيوني
وفي شجوني
ثُمَّ كانتْ لوحتُكِ الفنيةْ
و أنَّ عينيكِ الخضراوينِ
من اليومِ لن ترنوَ سوى إليَّ
و على حروفي وعلى صدري
سوفَ تسدلينَ
ضفائرَكِ الذهبيةْ
وتَقولينَ سوفَ أسلو ما كانَ
ومَن كانتْ
ولمَن صرتُ
و جميعَ قصائدي العذريةْ
و سوفَ نسكنُ في قلبٍ
لا نبالي بالزمنِ
فجميعُ أيامِنا لوحاتٌ وهمساتٌ و أمسيةْ
و تقولينَ: أيها الشاعرُ:
ما أجملَ الاقترانَ
بين الريشةِ والشاعريةْ
وما أجملَ
أن نسكُبَ الليلَ
خمراً من الهيامِ
بينَ العنفوانِ
وبينَ النرجسيةْ
وتقولينَ برسمِ الخطوطِ:
دعْ عنكَ ما ذكرتَ لسلوانا
فأنا الأسرُ
بين قضبانِ العشقِ النديةْ
وسأبقى في دنياكَ عنوانا
فأنا البدءُ و أنا المنتهى
فكيفَ ستهربُ مني إليَّ
وتقولينَ و تقولينَ
و لكنْ لا أذناً لديَّ
فدعَ عنكِ ما رسمَ الهوى
وما كانَ في لوحتِكِ المخمليةْ
يا ابنةَ العشرينَ
مَن أنشدتُ لها
جارتْ على نفسِها
بلْ أنَّها جارتْ عَليَّ
ولم يعدْ في الحقولِ غير همساتِها الذكيةْ
وترنيمةُ حزنٍ تَبكي على ألحاني الشجيةْ
فلا القيثارُ ظلَّ شادٍ ولا الشرنقةُ ظلّتْ أبيةْ
كانتْ لي وطناً و قلباً وظلالَ القصيدةْ
كانتْ كلَ الدنيا و آمالي الشريدةْ
على راحتيها رسمتُ الأماني
وخيوطاً من شمسِها البكية
على صدرِها رسمتُ موتي
وعلى أهدابِها شجيراتُها السرويةْ
وفي ملامِحها تاريخُ بابلْ
و تاريخُ غرناطةْ
و تاريخُ السومريةْ
كانتْ تقولُ أنيَ الدنيا
و أن عينيها لم تشرقْ إلا إليَّ
فظننتُ أني (كليبٌ ) *
وما البسوسُ والحربُ
سوى بضع هَونٍ في يديا
لقدْ ضاعَ بفراقِها التاريخُ
كما بَكَتْ في راحتيَ الأماني
و أطفأتُ بعدَ رحيلِها الثريا
* كليب : هو قائد حرب البسوس
يا سيدتي :
رَكَضَ الظلامُ إلى جفنيا
فقدْ ضاعتْ عيناها
وقد ضاعَ البريقُ من عينيَ
فدعي عنكِ ما رسمتِ
واحرقي الآنَ
لوحتَكِ المخمليةْ
...................ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
0 التعليقات:
إرسال تعليق